قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه الواجب على العاقل أن يعلم أن من يوده لم يحسده ومن لم يحسده لم يعاده فيكون للعدو المكاتم أشد حذرا منه للعدو المبارز ومن وجد عنده مغترا وكان ممن لا يعفو ثم لا ينتصف منه أصابته الندامة والرأي إذا كان من الأريب كان أبلغ في هلاك العدو من العدد الكثير من الجنود وترك العداوة على الأحوال كلها أحوط للعاقل من الخوض في سلوكها
أَنْبَأَنَا الحسن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا حبان بْن موسى أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن هارون هو الأعور عَن إِسْمَاعِيل قَالَ لا تشترين عداوة رجل بمودة ألف رجل
وأنشدني عمرو بْن مُحَمَّد قَالَ حدثنا الغلابي قال أنشدني مهدي ابن سابق ... تكثر من الإخوان مَا استطعت إنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور
وليس كثيرا ألف خل لصاحب ... وإن عدوا واحدا لكثير ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه لا يجب على العاقل أن يكافيء الشر بمثله وأن يتخذ اللعن والشتم على عدوه سلاحا إذ لا يستعان على العدو بمثل إصلاح العيوب وتحصين العورات حتى لا يحد العدو إليه سبيلا