أهل قَالَ فإن هذا أخبرني وأخرج الرجل فأطرق ابن همام هنيهة ثم أقبل على الرجل فقال ... وأنت امرؤ إما ائتمنتك خاليا ... فخنت وإما قلت قولا بلا علم
فأنت من الأمر الذي كان بيننا ... بمنزلة بين الخيانة والإثم ...
قال فأعجب زياد بجوابه وأدناه وأقصى الساعي ولم يقبل منه
وأنشدني ابن زنجي البغدادي ... يمشون في الناس يبغون العيوب لمن ... لا عيب فيه لكي يستشرف العطب
إن يعلموا الخير يخفوه وإن علموا ... شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا ...
أخبرني مُحَمَّد بْن أَبِي علي حَدَّثَنَا ابن أَبِي شيبه أَبُو جعفر حَدَّثَنَا الحسن بْن صالح قال سمعت حجين بْن المثنى يقول سعى رجل بالليث بْن سعد إلى والي مصر فبعث إليه فدعاه فلما دخل عَلَيْهِ قَالَ له يا أبا الحارث إن هذا أبلغني عنك كذا وكذا فقال له الليث سله أصلح اللَّه الأمير عما أبلغك أهو شيء ائتمناه عَلَيْهِ فخاننا فيه فما ينبغي لك أن تقبل من خائن أو شيء كذب علينا فيه فما ينبغي لك أن تقبل من كاذب فقال الوالي صدقت يا أبا الحارث
أخبرنا ابن حوصا حدثنا عبد الله بن هانيء بْن عَبْد الرحمن عَن ابن ابي علية عَن أبيه عَن عمه إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة قَالَ كنت جالسا مع أم الدرداء فأتاها آت فقال يا أم الدرداء إن رجلا نال منك عند عَبْد الملك بْن مروان فقالت إن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه الواجب على العاقل لزوم الإغضاء عما ينقل الوشاة وصرف جميعها إلى الإحسان وترك الخروج الى مالا يليق بأهل العقل مع ترك الإفكار فيما يزري بالعقل لأن من وشى بالشيء إلى إنسان بعينه يكون قصده إلى المخبر أكثر من قصده إلى المخبر به لمشافهته إياه بالشيء الذي يشق عَلَيْهِ