وأنشدني بعض إخواننا ... لعمرك كتمان الفتى سر مَا نوى ... أعف وأدنى للرشاد وأكرم
وأجمل في بث الحديث مقالة ... وأحسن في الأخلاق دوما وأحزم ...
وأنشدني الكريزي ... إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرها ... فأنت إذا حملته الناس أضيع
ويضحك في وجهي إذا ما لقيته ... وينهشني بالغيب يوما ويلسع ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه الإفراط في الاسترسال بالأسرار عجز وما كتمه المرء من عدوه فلا يجب أن يظهره لصديقه وكفى لذوي الألباب عبرا مَا جربوا ومن استودع حديثا فليستر ولا يكن مهتاكا ولا مشياعا لأن السر إنما سمي سرا لأنه لا يفشى
فيجب على العاقل أن يكون صدره أوسع لسره من صدر غيره بأن لا يفشيه ولقد أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن المهاجر المعدل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن يعقوب الأعلم قَالَ أنشدني مُحَمَّد بْن سليمان بْن سلام الجمحي لرجل من عَبْد شمس ... إذا مَا ضاق صدرك عَن حديث ... فأفشاه الرجال فمن تلوم
إذا عاتبت من أفشى حديثي ... وسري عنده فأنا الظلوم
وإني يوم أسأم حمل سري ... وقد ضمنته صدري سؤوم
فلست محدثنا سري خليلي ... ولا نفسي إذا حضرت هموم
وأطوي السر دون الناس إني ... لما استودعت من سر كتوم ...
وأنشدني علي بْن حيدة الكاتب قَالَ أنشدنا عَبْد الرحمن بْن بندار لشيطان الطاق ... أمت السر بكتمان ولا ... يسمعن منك إذا استودعت سر