في الشدة ومن تعلم ازداد كما أن من حلم ساد وفضل العلم في غير خير مهلكة كما أن كثرة الأدب في غير رضوان اللَّه موبقة والعاقل لا يسعى في فنونه إلا بما أجدى عَلَيْهِ نفعا في الدارين معا وإذا رزق منه الحظ لا يبخل بالإفادة لأن أول بركة العلم الإفادة وما رأيت أحدا قط بخل بالعلم إلا لم ينتفع بعلمه وكما لا ينتفع بالماء الساكن تحت الأرض مَا لم ينبع ولا بالذهب الأحمر مَا لم يستخرج من معدنه ولا باللؤلؤ النفيس مَا لم يخرج من بحره كذلك لا ينتفع بالعلم مَا دام مكنونا لا ينشر ولا يفاد
أنبأنا أَحْمَد بْن مضر الرباطي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سهيل بْن عسكر حَدَّثَنَا أَبُو صالح الفراء قَالَ سمعت ابن المبارك يقول من بخل بالحديث يبتلى بإحدى ثلاث إما أن يموت فيذهب علمه أو ينسى أو يبتلى بالسلطان
وأنشدني الكريزي ... أفد العلم ولا تبخل به ... وإلى علمك علما فاستفد
استفد مَا استطعت من علم وكن ... عاملا بالعلم والناس أفد
من يفدهم يجزه اللَّه به ... وسيغني اللَّه عمن لم يفد
ليس من نافس فيه عاجزا ... إنما العاجز من لا يجتهد ...
حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ حَدَّثَنَا عمر بْن حفص الشيباني حدثنا حماد ابن واقد عَن هشام بْن حسان عَن الحسن قَالَ لأن يتعلم الرجل بابا من العلم فيعبد به ربه فهو خير له من أن لو كانت الدنيا من أولها إلى آخرها له فوضعها في الآخرة