قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه أفضل الناس من تواضع عَن رفعة وزهد عَن قدرة وأنصف عَن قوة ولا يترك المرء المتواضع إلا عند استحكام التكبر فلا يتكبر على الناس أحد إلا بإعجابه بنفسه وعجب المرء بنفسه أحد حماد عقله وما رأيت أحد تكبر على من دونه إلا ابتلاه اللَّه بالذلة لمن فوقه وأنشدني مُحَمَّد بْن أَبِي علي الخلادي ... ودع التيه والعبوس على الناس ... فإن العبوس رأس الحماقة
كلما شئت أن تعادي عاديت ... صديقا وقد تغر الصداقة ...
قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه مَا استجلبت البغضة بمثل التكبر ولا اكتسبت المحبة بمثل التواضع ومن استطال على الإخوان فلا يثقن منهم بالصفاء ولا يجب لصاحب الكبر أن يطمع في حسن الثناء ولا تكاد ترى تائها إلا وضيعا
فالعاقل إذا رأى من هو أكبر سنا منه تواضع له وقال سبقني إلى الإسلام وإذا رأى من هو أصغر سنا تواضع له وقال سبقته بالذنوب وإذا رأى من هو مثله عده أخا فكيف يحسن تكبر المرء على أخيه ولا يجب استحقار أحد لأن العود المنبوذ ربما انتفع به فحك الرجل به أذنه
أخبرنا مُحَمَّد بْن المسيب بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا العباس بْن الوليد بْن مزيد قَالَ سمعت مُحَمَّد بْن شعيب بْن شابور يقول دخل رجل الحمام وزيد بْن