للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومرادهم بذلك أَن يناسبوا بَين المتجاورين فِي اللَّفْظ وَإِن كَانَ الْمَعْنى على خلاف ذَلِك وعَلى هَذَا الْوَجْه فَفِي خرب ضمة مقدرَة منع من ظُهُورهَا اشْتِغَال الآخر بحركة الْمُجَاورَة وَلَيْسَ ذلم بمخرج لَهُ عَمَّا ذَكرْنَاهُ من انه تَابع لمنعوته فِي الاعراب كَمَا أَن نقُول إِن الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر مرفوعان وَلَا يمْنَع من ذَلِك قِرَاءَة الْحسن البصرى الْحَمد لله بِكَسْر الدَّال إتباعا لكسرة اللَّام وَلَا يمْنَع من ذَلِك أَيْضا قَوْلهم من الْحِكَايَة من زيدا بِالنّصب أَو من زيد بالخفض إِذا سَأَلت من قَالَ رَأَيْت زيدا أَو مَرَرْت بزيد وَأَرَدْت أَن ترْبط كلامك بِكَلَامِهِ بحكاية الاعراب وَقد تبين بِهَذَا صِحَة قَوْلنَا إِن النَّعْت لَا بُد أَن يتبع منعوته فِي إعرابه وتعريفه وتنكيره وَأما حكمه بِالنّظرِ إِلَى الْخَمْسَة الْبَاقِيَة وَهِي الْأَفْرَاد والتثنية وَالْجمع والتذكير والتأنيث فَإِنَّهُ يعْطى مِنْهَا مَا يعْطى الْفِعْل الَّذِي يحل مَحَله فِي ذَلِك الْكَلَام فَإِن كَانَ الْوَصْف رَافعا لضمير الْمَوْصُوف طابقه فِي اثْنَيْنِ مِنْهَا وكملت لَهُ حِينَئِذٍ الْمُوَافقَة فِي أَرْبَعَة من عشرَة كَمَا قَالَ المعربون تَقول مَرَرْت بِرَجُل قَائِم وبرجلين قَائِمين وبرجال قَائِمين وبامرأة قَائِمَة وبامرأتين قائمتين وبنساء قائمات كَمَا تَقول فِي الْفِعْل مَرَرْت بِرَجُل قَامَ وبرجلين قاما وبرجال قَامُوا وبامرأة قَامَت وبامرأتين قامتا وبنساء قمن وَإِن كَانَ الْوَصْف رَافعا لاسم ظَاهر فَإِن تذكيره وتأنيثه على حسب ذَلِك الِاسْم الظَّاهِر لَا على حسب المنعوت كَمَا أَن الْفِعْل الَّذِي يحل مَحَله يكون كَذَلِك تَقول مَرَرْت بِرَجُل قَائِمَة أمه فتؤنث الصّفة لتأنيث الام وَلَا تلْتَفت لكَون الْمَوْصُوف مذكرا لِأَنَّك تَقول فِي الْفِعْل قَامَت أمه وَتقول فِي عَكسه مَرَرْت بِامْرَأَة قَائِم أَبوهَا فَتذكر الصّفة لتذكر الاب وَلَا تلْتَفت لكَون الْمَوْصُوف مؤنثا لِأَنَّك تَقول فِي الْفِعْل قَامَ أَبوهَا قَالَ الله تَعَالَى رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا وَيجب إِفْرَاد الْوَصْف وَلَو كَانَ فَاعله مثنى

<<  <   >  >>