للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن كان السكون العارض قبله حرف لِين مثل: {خَوْفٍ} ١، {بيْت} ٢، {شَيء} ٣، {سُوْء} ٤، فإنه يأخذ الأوجه السابقة حيثما أتى إلا أنهم اختلفوا في وجه القَصْرِ فبعض العلماء يقول بأن المراد بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وهكذا قال صاحب العميد٥، وأكثر شرَّاح الشاطبية يقولون في معنى قول الإمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه" أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض للسكون.

والبعض الآخر من العلماء يقول بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة٦.

كما اختلفوا في وجه الرَّوم فأكثرهم يقول: بأن الروم يأتي مع القَصْر الذي هو عدم المد أصالة لأن حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه مدٌّ مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل مدًّا طبيعيًّا كما سبق بيانه.

وبعضهم يقول: بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى مد ما، وقدَّروه بأنه دون المد الطبيعي وقد أورد ذلك العلامة الضبَّاع في كتابه "الإضاءة في أصول القراءة"، وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي الدَّاني ومكي إذ قالا: "في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وكذلك الجعبري قال: "واللِّين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع"٧ وعلى هذا فالرَّوم فيه يكون على مثل ذلك ولا يضبط هذا إلا بالمشافهة.


١ قريش: ٤.
٢ آل عمران: ٩٦.
٣ البقرة: ١٧٨.
٤ مريم: ٢٨.
٥ انظر: كتاب "العميد في علم التجويد" ص١٢٢، ١٢٣.
٦ انظر: كتاب "أحكام القرآن الكريم" للحصري، ص١٧٥.
٧ انظر: "الإضاءة في أصول القراءة" للعلامة الضَّبَّاع، ص١٩، ٢٠، ٢١.

<<  <   >  >>