فمن رققها نظر إلى ترقيقها وصلا، وإلى أن ما قبل الساكن المستعلي كسر يوجب ترقيق الراء بصرف النظر عن الساكن المتوسط بينهما، ومن فخمها اعتدَّ بالعارض وهو الوقف، ولم يعتدَّ بالوصل، واعتبر الساكن بينهما حاجزًا حصينًا مانعًا من الترقيق؛ لأن الطاء حرف استعلاء قوي.
النوع الرابع:
الراء الساكنة في وسط الكلمة بعد كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور في كلمتها.
وهذا النوع لم يوجد في القرآن الكريم إلا في موضع واحد هو لفظ {فِرْقٍ} في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} ١ بالشعراء.
فمن رققها نظر إلى الكسر الواقع قبلها، ولم ينظر إلى حرف الاستعلاء الواقع بعدها لكونه مكسورًا، والكسر جعله في مرتبة ضعيفة من التفخيم يكون معه ترقيق الراء مناسبًا.
ومن فخمها نظر إلى حرف الاستعلاء الواقع بعدها، ولم ينظر إلى الكسر الواقع قبلها، ولا إلى كسر حرف الاستعلاء، وألحقها بقرطاس وأخواتها.
وإلى ترجيح الترقيق في هذه الكلمات يشير صاحب كتاب "لآلئ البيان" بقوله:
........................ ... ورق فرق أعلى
ورق را يسر وأسر أحرى ... كالقطر مع نذر عكس مصر
وهذا ما اختاره الإمام ابن الجزري -رحمة الله عليه- في النَّشر.
الحالة الثالثة:
الراء الدائرة بين التفخيم والترقيق ولكن التفخيم أولى وتحتها نوعان: