للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما الاختلاس فهم متفقون على أنه يكون في الحركات الثلاث.

كما أن الرَّوم الثابت فيه من الحركة أقل من المحذوف، وقدَّره بعضهم بالثلث، أما الاختلاس فالثابت فيه من الحركة أكثر من المحذوف وقدَّره بعضهم بالثلثين وكل ذلك لا يضبط إلا بالمشافهة.

النوع الثالث: الإشمام

والإشمام هو ضمُّ الشَّفتين بُعَيدَ إسكان الحرف دون تَرَاخٍ على أن يترك بينهما فُرْجَة لخروج النفس بحيث يراه المبصر دون الأعمى، وهو في الوقف لا يكون إلا في المضموم والمرفوع فقط. وقال فيه الإمام الشاطبي:

والإشمامُ إطباقُ الشفاه بُعيد ما ... يُسكَّن لا صوتٌ هناك فَيصْحَلا

فائدةُ الرَّومِ والإشمامِ:

وأما فائدة الروم والإشمام فهي بيان الحركة الأصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه؛ ليظهر للسامع في حالة الرَّوم، وللناظر في حالة الإشمام كيف تلك الحركة.

وحينئذٍ فلا روم ولا إشمام في الْخَلْوة١، كما يعلم أن الرَّوم والإشمام لا يضبطان إلا بالتلقي والسماع من أفواه الشيوخ المتقنين.

ولقد أشار الإمام ابن الجزري إلى عدم جواز الوقف بالحركة الخالصة وجواز ما عداها بقوله:

وحاذرِ الوقفَ بكلِّ الحركةِ ... إلا إذا رمت فبعض حركة

إلا بفتح أو بنصب وأشم ... إشارة بالضم في رفع وضم


١ من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص٢١٩، ٢٢٠.

<<  <   >  >>