للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تنبيهٌ:

الإشمام يطلق على أربعة أنواع:

أولها: ضم الشفتين بُعيد إسكان الحرف حالة الوقف وهو الذي تقدم الكلام عليه.

ثانيها: ضم الشفتين مقارنًا لسكون الحرف المدغم وذلك في: {تَأْمَنَّا} ١ وكيفيته: أن تضم شفتيك عند إسكان النون الأولى مباشرة وقبل إدغامها في النون الثانية إدغامًا تامًّا، وهذا النوع شبيه بالنوع السابق المختص بالوقف؛ لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام كالمسكن للوقف، فسكون كل منهما عارض إلا أن الإشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم، وفي الوقف يكون عقب إسكان الحرف الأخير من الكلمة، بحيث لو تراخى فيه القارئ فإسكان مجرد عن الإشمام.

ثالثها: إشمام حرف بحرف، أي خلط صوت حرف بصوت حرف آخر كخلط الصاد بالزاي في نحو: {الصِّرَاط} ٢ في قراءة حمزة فتمزج بينهما فيتولد منهما حرف ليس بصاد ولا بزاي، ولكن يكون صوت الصاد متغلبًا على صوت الزاي، وقد عبر عن ذلك بعض العلماء فقال: "أن تنطق بالصاد كما ينطق العوام بالظاء".

رابعها: إشمام حركة بحركة أي خلط حركة بحركة أخرى كخلط الكسرة بالضمة في نحو: {قِيلَ} ٣ على قراءة الكسائي وهشام، وكيفية الإشمام في مثل هذا: أن تحرك الحرف الأول منها بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر؛ لأن الأصل في "قيل" قُوِلَ: فعل مبني للمجهول استثقلت فيه الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فصارت: قيل، وأشير إلى ضمة القاف بالإشمام تنبيهًا على الأصل، وهي لغة عامة أسد وقيس وعقيل وأما إخلاص الكسرة


١ سورة يوسف الآية: ١١.
٢ سورة الفاتحة الآية: ٦.
٣ سورة البقرة الآية: ١١.

<<  <   >  >>