للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من مَقُولِ الكافرين وهو ليس كذلك، وكذا قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} ١ فالوقف على "يسمعون" لازم؛ لأنه لو وصل بما بعده لأوهم أن "الموتى" من قوله تعالى: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} يشتركون مع الأحياء في الاستجابة.

حكمُهُ: يلزم الوقف عليه ويلزم الابتداء بما بعده، ومن أجل هذا سمِّي لازمًا.

وعلامتُهُ: وضع ميم أفقية هكذا "مـ" على الكلمة التي يلزم الوقف عليها.

ومن أجل هذا كله نجد أن بعض العلماء قسم الوقف الاختياري إلى خمسة أقسام، واعتبر الوقف اللازم قسمًا مستقلا من أقسامه كالإمام السجاوندي، والشيخ محمد خلف الحسيني.

كما يسميه بعضهم بوقف البيان؛ لأنه يبين معنى لا يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} ٢ فالضمير فيهما للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- والضمير في {وتُسَبِّحُوهُ} بعدها لله تعالى، والوقف على {وتُوَقِّرُوهُ} هو الذي يظهر هذا المعنى المراد٣.

النوع الثاني: هو الذي يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده ومعنى هذا أنه يجوز وصله بما بعده طالما أن وصله لا يغير المعنى الذي أراده الله تعالى ويسمِّيه بعضهم بالتام المطلق.

وسمِّي تامًّا؛ لتمام الكلام عنده وعدم احتياجه إلى ما بعده في اللفظ أو المعنى ويكون غالبًا في أواخر السور وأواخر الآيات وانقضاء القصص ونهاية الكلام على حكم معين، وقد يكون في وسط الآية وفي أوائلها كما سيأتي في الأمثلة.

أمثلتُهُ: هذا النوع يأتي على أربع صور:


١ سورة الأنعام: ٣٦.
٢ سورة الفتح: ٩.
٣ من كتاب "الإضاءة في أصول القراءة" ص٥١.

<<  <   >  >>