للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويصلها بما بعدها إن صلح ذلك وإلا فبما قبلها.

أقسامُهُ: الوقف الاختياري هو المقصود في هذا الباب، وقد اختلف العلماء -رحمهم الله- في تقسيمه إلى أقوال كثيرة لم نتعرض لذكرها طلبًا للاختصار١، وسنكتفي بذكر أشهرها وأعدلها، وهو ما ذكره الإمام الدَّاني والمحقق ابن الجزري من أن الوقف الاختياري ينقسم إلى أقسام٢: تامٍّ، كافٍ، حسنٍ، قبيحٍ، وها هو ابن الجزري يشير إلى أقسامه الأربعة فيقول:

وبعدَ تجويدِك للحروفِ ... لا بد من معرفةِ الوقوفِ

والابتدا وهي تقسم إذًا ... ثلاثة تامٌ وكافٍ وحسن

وهي لما تم فإن لم يوجد ... تعلق أو كان معنى فابتدى

فالتام فالكافي ولفظًا فامنعن ... إلا رءوسَ الآي جوز فالحسن

وغير ما تم قبيحٌ وله ... يوقَفُ مضطرًا ويُبْدَا قبله

وفيما يلي الكلام بالتفصيل عن كل قسم من هذه الأقسام الأربعة:

القسم الأول: الوقف التام

تعريفُهُ: هو الوقف على كلام تام في ذاته ولم يتعلق بما بعده مطلقًا: لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، وتحته نوعان:

النوع الأول: هو الذي يلزم الوقف عليه والابتداء بما بعده؛ لأنه لو وصل بما بعده لأوهم وصله معنىً غير المعنى المراد، ومن أجل هذا يسميه بعضهم باللازم وبعضهم بالواجب، ويطلق على هذا النوع التام المقيد أي المقيد باللازم أو الواجب

أمثلتُهُ: قول تعالى: {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} ٣ فالوقف على "قولهم" لازم؛ لأنه لو وصل بما بعده لأوهم أن جملة: {إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}


١ راجع: "الإضاءة في أصول القراءة" من ص٤٨- ٥٣.
٢ من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص١٥٤.
٣ سورة يس: ٧٦.

<<  <   >  >>