للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- مشبهة:

وهذا اللقب من أشنع الألقاب التي نبزهم بها مخالفوهم في باب الأسماء والصفات -من الجهمية- والمعتزلة، والأشاعرة؛ وذلك أن أهل السنة والأثر يصفون الله عز وجل بكل ما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تأويل، ولا تشبيه ولا تمثيل، وعند هذه الطوائف والفرق أنه لا بد من تأويل النصوص الواردة في باب الصفات؛ لأن ظاهرها يوهم التشبيه عندهم؛ فلا بد من صرفها، لذا عدوا كل من أثبت لله ما أثبته النصوص من غير تأويل، مشبهًا.

فأما الجهمية، فإن من أهم وأقدم ما وصل إلينا من النصوص التي تشير إلى نبزهم أهل السنة والأثر بلقب "مشبهة" ما رواه الإمام اللالكائي عن إسحاق بن راهويه "ت ٢٣٨ هـ" قال: "علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة"١.

وما أورده الإمام أحمد بن حنبل في كتابه القيم: "الرد على الجهمية والزنادقة" عن الجهم "ت ١٢٨ هـ": "أنه زعم أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدث عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان كافرًا، وكان من المشبهة"٢.

وكذلك قول أبي حاتم "ت ٢٧٧ هـ": "وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة"٣.

وأما المعتزلة: فهم ورثة الجهمية الذين ورثوا عنهم القول بنفي الصفات، ونبز من أثبتها بالتشبيه؛ فهذا أبو موسى المردار "ت ٣٣٦ هـ"، والذي يعد من علماء المعتزلة ومقدميهم ينقل عنه الخياط "ت بعد ٣٠٠ هـ" أنه: "كان يزعم أن


١ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/ ١٧٩.
٢ ص ١٠٤.
٣ اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة ١/ ١٧٩.

<<  <   >  >>