للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من قال: إن الله يرى بالأبصار على أي وجه قال: فمشبه لله بخلقه والمشبه عنده كافر"١.

ومعلوم أن من أصول مذهب أهل السنة إثبات رؤية المؤمنين ربهم في الجنة.

ويقول القاضي عبد الجبار "ت ٤١٥ هـ" بعد أن أول الاستواء وذكر استعمالات لفظة "استوى" في اللغة: "وإذا كانت اللفظة تستعمل على هذه الجهات؛ فكيف يصح للمشبهة التعليق بها؟ "٢، يقصد من يثبت الاستواء لله عز وجل على عرشه.

ويذكر الإمام الرازي "ت ٦٠٦ هـ": "أن جماعة من المعتزلة ينسبون التشبيه إلى الإمام أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين "ت ٣٣٣ هـ" - قال: وهذا خطأ منهم فإنهم منزهون في اعتقادهم عن التشبيه والتعطيل"٣.

ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن جل المعتزلة تدخل عامة الأئمة مثل مالك "ت ١٧٩ هـ" وأصحابه، والثوري "ت ١٦١ هـ" وأصحابه، والأوزاعي "ت ١٥٧ هـ" وأصحابه، والشافعي "ت ٢٠٤ هـ"، وأحمد "ت ٢٤١ هـ" وأصحابه، وإسحاق بن راهويه "ت ٢٣٨ هـ"، وأبي عبيد "٢٢٤" وغيرهم في قسم المشبهة"٤.

بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك: "فرمى الأنبياء صلوات الله وسلامه


١ الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد، "تحقيق د. البير نصري نادر"، ص ٥٥، وانظر أيضًا ص ٤٣.
٢ انظر: متشابه القرآن "بتحقيق دِ. عدنان محمد زرزور"، ص ٧٤.
٣ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص ٦٦.
٤ الفتاوى ٥/ ١١٠.

<<  <   >  >>