للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- نقصانية:

٤- مخالفة:

٥- شكاك:

لما كان المرئجة على اختلاف طوائفهم يرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيمان إذا الإيمان عند بعضهم "المعرفة فقط"، وعند فريق هو "النطق باللسان"، وعند أمثلهم هو "اعتقاد بالقلب ونطق باللسان"، قالوا: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ولا يجوز الاستثناء فيه؛ فليس للمرء أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله، أو مؤمن أرجو؛ وإنما يقطع بإيمانه. وعدوًا من أدخل الأعمال في مسمى الإيمان، وقال بزيادته ونقصانه وجوز الاستثناء فيه، مخالفًا لهم. ومن ثم نبزوا أهل السنة والجماعة بالألقاب القبيحة، فقالوا: نقصانية: لقولهم إن الإيمان يزيد وينقص، وقالوا: مخالفة: لمخالفتهم لمذهبهم، وقالوا: شكاك: لقولهم بالاستثناء في الإيمان.

روى الإمام اللالكائي عن أبي حاتم قوله: "وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية"١.

وقال الإمام أحمد في كتاب "السنة" له: "وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء قبيحة شنيعة، يسمون بها أهل السنة، يريدون بذلك الطعن عليهم، والإزراء بهم عند السفهاء والجهال.

فأما المرجئة: فيسمون أهل السنة شكاكًا"٢.

ويبين أبو حاتم الرازي٣ وجه نبز أهل السنة بـ "الشكاك" فيقول: "ويقال لهم الشكاك، لقبوهم بذلك لقولهم: إن الإيمان يزيد وينقص وأنهم لم يثبتوا الشهادة على من شهد الشهادتين أنه مؤمن حقًا، وشكوا في أمره، ويقولون:


١ شرح أصول أهل السنة ١/ ١٧٩.
٢ انظر: ص ٤٠. وتقدم أيضًا ص ١٢٦ من هذا البحث.
٣ هو: أحمد بن حمدان الرازي صاحب كتاب الزينة - وهو غير أبي حاتم المشهور فهذا سني، والأول إسماعيلي.

<<  <   >  >>