للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ومن المؤكد أن المسيحيين من أهالي هذه البلاد؛- أي: القدس- قد آثروا حكم المسلمين على حكم الصليبيين"١.

٤- شهادة واعتراف المستشرق الأمريكي، وول ديورانت:

بالرغم من أن هذا الرجل يهودي صهيوني درس في كتابه "قصة الحضارة" السم في الدسم، وأساء للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم كما أساء للمسيح عليه السلام كثيرًا؛ مما يحتم على قارئ هذا الكتاب أن يتوخى الحذر، وأن ينتبه لذلك ويتوقى تلك الألغام٢ التي بثها الرجل في ثنايا مؤلفه هذا. ومع ذلك يأبى الله إلا أن يظهر الحق ولو على لسان عدو من أعدائه.

يقول ديورانت واصفًا حال أهل الذمة الذين يعيشون في ظل الخلافة الإسلامية: "ولقد كان أهل الذمة المسيحيون، والزرادشتيون٣، واليهود، والصابئون٤ يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرًا في البلاد المسيحية في هذه الأيام فلقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائر


١ نفس المصدر ص ١١٦.
٢ عن ِأصل هذه الكلمة ومعناها راجع، معجم الأخطاء الشائعة، لمحمد العدناني ص ٢٢٩ ط. الثانية.
٣ الزرادشتيون: ابتاع زرادشت بن بورشب وهو رجل ظهر في أذربيجان في زمان الملك كشتاسب بن الهراست، وزعم أنه نبي، وله كتاب يسمى "زنداوستا"، زعم أنه أنزل عليه وكان يدعو إلى عبادة الله، والكفر بالشيطان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم دخل التحريف الزرادشتيه, آلت إلى أن أصبحت ديانة ثنوية مجوسية. انظر: الشهرستاني، الملل ٢/ ٤١. والرازي، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٦٨.
٤ الصابئة: نوعان: حنفاء موحدون، وصابئة مشركون يعبدون الكواكب. انظر عنهم: ابن تيمية، الرد على المنطقيين ٢٨٨.
وذكر ابن أبي حاتم فيهم ثمانية أقوال في تفسيره تفسير القرآن العظيم ق١، البقرة ص١٩٩، "ط. الأولى، بتحقيق د. أحمد الزهراني، نشر: مكتبات الدار، وابن القيم، وطيبة".

<<  <   >  >>