للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا؛ فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين" ١.

وبعد: فإن هذه الأمة إنما حازت قصب السبق إلى الخيرات بينهما محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه أشرف خلق الله وأكرم الرسل على الله، بعثه الله بشرع كامل عظيم، لم يعطه نبيًا قبله ولا رسولًا من الرسل؛ فالعمل على منهاجه وسبيله، يقول القليل منه ما لا يقوم العمل الكثير من أعمال غيرهم مقامه٢.

ولأمة يختار الله لها أفضل رسله، وأعلاهم مكانة ومنزلة عنده وأحبهم إليه فيبعثه فيها هاديًا ونبيًا ورسولًا. لهي أمة حرية بأن تكون خير أمة؛ لأنها أمة خير الخلق والرسل منه تعلمت وعلى يديه تربت وبه بذت الأمم.


١ خ: كتاب المناقب، باب خاتم النبيين ٦/ ٥٥٨، ح ٣٥٣٥.
٢ انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٢/ ٧٨.

<<  <   >  >>