للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المعركة ليقيم مع زوجته في محاولة من داود لإخفاء جريمته ونسبة الحمل لأوريا؛ ولكن أوريا لم يدخل على أهله، ولما يئس منه داود تاب إلى قائده يأمره لأوريا؛ ولكن أوريا يمقدمة الجيش والتراجع عنه عند اشتداد الخطر ليهلك يقول الإصحاح: "وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا، وكتب في المكتوب يقول: أجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وأجرعوا من ورائه فيضرب ويموت"١.

فانظر رحمك الله كيف صوروا نبيًا كريمًا بهذه الصورة المزرية؛ فلم يكفهم نسبة الزنا إليه، حتى جعلوه متآمرًا على القتل، بل آمرًا به.

الأمر الرابع: أنهم قتلوا بعض أنبيائهم

لقد سجل الله عليهم في القرآن الكريم هذا الموقف المشين من أنبيائهم في غير ما آية، مقرعًا ومبخًا لهم على هذا الصنع القبيح، والجرم العظيم الذي ارتكبوه في حق من أرسل لهدايتهم، وبعث لإرشادهم إلى صراط الله المسقيم، من أنبياء الله ورسله؛ ولكن القوم كانوا كلما جاءهم رسول بما يخالف أهواءهم ورغباتهم الهابطة لا يألون جهدًا في إيذائه وصده عن دعوته، متبعين في ذلك مختلف الأساليب سالكين شتى الطرق، فسبوهم وأهانوهم وتنقصوهم حتى أفضى بهم الأمر إلى أن قتلوهم.

يقول جل وعلا مسجلًا عليهم هذا الموقف: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} ٢. وقال عز وجل: {مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا


١ سفر صموئيل الثاني، إصحاح ١١ فقرة ١٤- ١٦.
٢ سورة البقرة آية ٨٧.

<<  <   >  >>