للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان -كما يقول الإمام أحمد بن حنبل "صاحب خصومات وكلام، وكان أكثر كلامه في الله تعالى"١.

تلقى عن شيخه "الجعد بن درهم"٢ الكلام والقول بإنكار الأسماء والصفات٣، ثم أشاعه وأظهر حتى نسب ذلك إليه دونه وكان أول ظهور مذهبه بـ "ترمذ"، وظل يبث آراءه في ذلك حتى قتله سلم بن أحوز المازني بـ "مرو" في آخر ملك بني أمية كما يقول الأشعري٤، وذكر الإمام ابن جرير وفاته في سنة مائة وثمان وعشرين٥.

* ذكر قول جهم وأصحابه في الأسماء والصفات:

لم يصل إلينا شيء من كتب الجهمية الأوائل؛ غير أننا نستطيع أن نقف على الكثير من أقوالهم واعتقاداتهم، من خلال ما دونه عنهم بعض الأئمة ومؤلفوا كتب الفرق والمقالات، وما سجله بعض المؤرخين من مقالاتهم في ثنايا تراجمهم وأخبارهم.

فما بلغنا من قولهم في ذلك، ما ذكره الإمام أحمد بن حنبل في كتاب: "الرد على الجهمية والزنادقة"؛ حيث قال: "وزعم -أي: جهم- أن من وصف الله بشيء مما وصف به نفسه في كتابه، أو حدث عنه رسوله كان كافرًا، وكان من المشبهة.


١ انظر: الرد على الجهمية والزنادقة ١٠٢.
٢ قال الذهبي: عداده في التابعين، مبتدع ضال، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلًا ولم يكلم موسى تكليمًا، فقتل على ذلك بالعراق يوم النحر والقصة مشهورة. اهـ. ميزان الاعتدال ١/ ٣٩٩. وقصة قتله رواها الإمام البخاري في خلق أفعال العباد ص ٧.
٣ قال الإمام البخاري: "قال قتيبة: بلغني أن جهمًا كان يأخذ الكلام من الجعد بن درهم". انظر: خلق أفعال العباد ص ٧.
٤ انظر: المقالات ١/ ٣٣٨٣.
٥ انظر: تاريخ الأمم والملوك ٧/ ٣٣٥.

<<  <   >  >>