للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا سألهم الناس عن قول الله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} يقولون: ليس كثله شيء من الأشياء، وهو تحت الأرضين السبع كما هو على العرش، ولا يخلو منه مكان، ولا يكون في مكان دون مكان ولم يتكلم، ولا يتكلم، ولا ينظر إليه أحد ي الدنيا ولا في الآخرة، ولا يوصف ولا يعرف بصفة"١.

ومن ذلك قول الأشعري عن الجهم: "ويحكى عنه أنه كان يقول: لا أقول أن الله سبحانه شيء؛ لأن ذلك تشبيه له بالأشياء"٢.

ومن ذلك ما نقله الملطي من قولهم: "إن الله لا شيء، ولا يقع عليه صفة شيء.... -قال-: ومنهم صنف زعموا أن الله شيء، وليس كالأشياء، ولا يقع عليه صفة.... ولا سمع ولا بصر، ولا كلام، ولا يتكلم، وأن القرآن مخلوق، وأنه لم يكلم موسى، ولا يكلم قط ... -قال:- ومنهم صنف قالوا: لا نقول: إن الله قوي ولا شديد ولا حي، ولا ميت، ولا يغضب ولا يرضى، ولا يسخط، ولا يحب ولا يعجب، ولا يرحم، ولا يفرح، ولا يسمع، ولا يبصر ولا يقبض، ولا يبسط"٣.

ذكر عن جهم أنه: أنكر أن يكون الله على العرش، وأنكر الكرسي، وأنكر النزول، والرؤية والوجه, والسمع والبصر، والتكلم واليد وغير ذلك٤.

ومن ذلك ما ذكره الشهرستاني، قال: "وافق٥- أي: جهم- المعتزلة في نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم بأشياء:


١ ١٠٤- ١٠٥.
٢ انظر: المقالات ١/ ٣٣٨.
٣ انظر: التنبيه والرد ٩٦- ٩٨.
٤ راجع التنيه والرد ص ٩٩- ١٣٥.
٥ الحق أن جهمًا تقدم المعتزلة ي القول في الأسماء والصفات، والمعتزلة هم الذين واقفوه في بعض قوله وأخذوا عنه نفي الصفات. فتنبه.

<<  <   >  >>