للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو عالم بذاته، حي بذاته، لا يعلم وقدرة وحياة. هي صفات قديمة ومعان قائمة به؛ لأنه لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص لشاركته في الإلهية.

واتفقوا على: أن كلامه محدث في محل. واتفقوا على أن الإرادة، والسمع والبصر ليست معاني قائمة بذاته. واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار"١.

وقال السكسكي: "وقد اجتمعت -أي: المعتزلة- على نفي الصفات عن الله عز وجل، وتعالى عن قولهم، كالعلم والقدرة والسمع والبصر"٢.

وهذا القول مما أسس عليه الكيان المعتزلي؛ فقد "كان شيخهم الأول -واصل ابن عطاء- يشرع فيها على قول ظاهر، وهو الاتفاق على استحالة وجود إلهين قديمين أزليين، قال: ومن أثبت معنى صفة قديمة فقد أثبت إليهن"٣.

لذلك كان من أولى قواعد مذهبه: نفي الصفات بناء على رأيه هذا.


١ انظر: الملل والنحل ١/ ٤٤- ٤٥.
٢ انظر: البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص ٥٠، "ط. الأولى ١٤٠٨، نشر: مكتبة المنار - الأردن".
٣ انظر: الشهرستاني، الملل والنحل ١/ ٤٦.

<<  <   >  >>