للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرق بين قول الخوارج والمعتزلة والمرجئة الخالصة وبين قول أهل السنة:

من خلال أقوال كل من الخوارج والمعتزلة، والمرجئة الخالصة. نلاحظ: أنهم جعلوا الإيمان شيئًا واحدًا لا يتبعض ولا يتجزأ؛ فهو عند الخوارج والمعتزلة: مجموع: التصديق القلبي، والنطق اللساني، والعمل بالجوارح، وهو فعل الطاعات وترك المعاصي.

وإذا ذهب بعضه باترتكاب كبيرة ذهب كله.

وهو عند المرجئة الخالصة مجرد المعرفة، والأعمال ليست منه.

أما أهل السنة فإنهم -وإن اتفقوا مع الخوارج والمعتزلة في تعريف الإيمان لكنهم- يرون أنه يتبعض ويتجزأ، ويزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وهذا فرق ما بينهم وبين أولئك، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عليه: وأصل قول أهل السنة الذي فارقوا به الخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة: أن الإيمان يتفاضل ويتبعض كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان" ١"٢.

وأما أولئك فإنه لما كان الإيمان عندهم لا يتبعض، قال الخوارج والمعتزلة: من فعل ذنبًا زال بعض الإيمان فيزول كله فيخلد صاحبه في النار.

وقالت الجهمية: قد علمنا أنه ليس يخلد في النار، وأنه ليس كافرًا مرتدًا بل هو من المسلمين، وإذا كان من المسلمين وجب أن يكون مؤمنًا تام الإيمان ليس معه بعض الإيمان؛ لأن الإيمان لا يتبعض عندهم٣.


١ خ: كتاب التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة، ١٣/ ٣٧٤، ح ٧٥١٠.
٢ انظر: الفتاوى ٣/ ٣٥٥.
٣ انظر: نفس المصدر ١٣/ ٥٠.

<<  <   >  >>