للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكل من الفريقين غالط فيما قال. والحق ما قال أهل السنة في ذلك.

وإذا تقرر لدينا قول كل من هذه الطوائف في الإيمان، فلنشرع في بيان قول كل منهم في اسم مرتكب الكبيرة، وحكمه في الدنيا، والآخرة، وهم في ذلك كما أشرنا في أول المبحث طرفان، وواسطة على النحو التالي:

أولًا: قول الطرف الأول "وهم الخوارج والمعتزلة":

أ- قول الخوارج:

يتخلص قول الخوارج في مرتكب الكبيرة في الأمور التالية:

- حكموا بخروجه من الإيمان، وسموه كافرًا، إلا فرقة النجدات١ منهم، ثم اختلفوا هل كفره كفر شرك أو كفر نعمة؟ على ما سيأتي.

- أن حكمه في الدنيا حكم الكفار، تجري عليه أحكامهم؛ فيكون حلال الدم والمال عند من قال: كفره، كفر شرك، وليس كذلك عند جعل كفره كفر نعمة أو نفاق.

- أما حكمه في الآخرة فإنه خالد في النار لا يخرج منها.

يقول أبو عمار عبد الكافي الإباضي "قبل ٥٧٠ هـ" وهو خارجي إباضي كما هو واضح من نسبته: "اختلف من أثبت الوعيد لأهل الكبائر في أسمائهم، وفي كبائرهم ما هي؟ بعد إجماعهم على ثبوت الوعيد لهم، ونفي التسمية عنهم بالإيمان.

فقال الصفرية٢: إن كبائرهم كفر شرك، وأسماءهم كفار مشركون


١ تقدم التعريف بهم ص٢٩١.
٢ الصفرية: فرقة من الخوارج، وهم أصحاب "زياد بن الأصفر"، وكانوا يرون أن مخالفيهم مشركون، السرة فيهم سرة أهل الحرب من المشركين. انظر: الأشعري، المقالات ١/ ١٨٢.

<<  <   >  >>