للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبيجوري يقول في تعريف الكسب: وقد عرفوا الكسب بتعريفين:

الأول: أنه ما يقع به المقدور من غير صحة انفراد القادر به.

الثاني: أنه ما يقع به المقدور في محل قدرته١.

وأشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أنهم فسروا الكسب بأنه ما يحصل في محل القدرة المحدثة مقرونًا بها، ثم عقب على ذلك بقوله: "وأكثر الناس طعنوا في هذا الكلام"٢.

وعلى ضوء تفسير الأشاعرة للكسب، وأنه قدرة غير مؤثرة في وقوع الفعل ولكنها مصاحبة له، تبرز الصلة بين قولهم وقول الجبرية:

فالجبرية -الجهم وأصحابه- عندهم أنه ليس للعبد قدرة البتة.

والأشاعرة يقولون: ليس للعبد قدرة مؤثرة.

والقدرة غير المؤثرة كعدمها.

ومن هنا قال بعض أهل العلم: إن الأشاعرة وافقوا جهمًا وأصحابه في المعنى.

وذلك كقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن الأشعرية وبضع المثبتين للقدر وافقوا الجهم بن صفوان في أصل قوله في الجبر، وإن نازعوه في بعض ذلك نزاعًا لفظيًا أتوا بما لا يقعل. وبالغوا في مخالفة المعتزلة في مسائل القدر حتى نسبوا إلى الجبر"٣.


١ انظر: تحفة المريد ص ١٠٤، "ط. الأولى ١٤٠٣ هـ - ٢١٩٨٣ م، نشر: دار الكتب العلمية - بيروت".
٢ انظر: منهاج السنة ١/ ٤٥٩.
٣ انظر: منهاج السنة ١/ ٤٦٣- ٤٦٤.

<<  <   >  >>