للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النار، وأعلم ما كان وما يكون"١، وروى أيضًا عن سيف التمار قال: "كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين٢، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدًا فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البنية -ثلاث مرات- لو كنت بين موسى والخضر؛ لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما؛ لأن موسى والخضر أعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة"٣.

ولا أدري كيف تستقيم لهم هذه الدعوة مع قوله عز وجل عن رسول صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} ٤.

٤- قولهم بتفضيل الأئمة على الأنبياء والملائكة:

ذكر أبو الحسن الأشعري اختلاف الرافضة في ذلك وأن طوائف منهم ترى: أن الأئمة أفضل من الأنبياء والملائكة، وأنه لا يكون أحد أفضل من الأئمة قال: وهذا قول طوائف منهم"٥.

ويحدثنا مصنف شيعي رافضي عن مذهب أهل نحلته في ذلك، وهل المشهور عندهم بـ"المفيد"٦، فيقول: "قد قطع قوم من أهل الإمامة بفضل


١ الكافي ١/ ٢٠٤.
٢ يعني: هل يرانا أو يرقبنا أحد، ولو كان حقًا يعلم ما كان وما يكون، كما ينسبون إليه؛ لعلم هل عليهم عين أم لا. فتأمل.
٣ الكافي ١/ ٢٠٤.
٤ سورة الأعراف آية ١٨٨.
٥ انظر: المقالات ١/ ١٢٠.
٦ هو: محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد، عالم الرافضة، أبو عبد الله بن المعلم صاحب التصانيف البدعية، وهي مئتا مصنف طعن فيها على السلف، وله صولة عظيمة في دولة عضد الدولة. انظر: الذهبي ميزان الاعتدال ٤/ ٣٠ بتصرف.

<<  <   >  >>