للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الجفاة والغلاة في كثير منهم، ويعدون بعضهم شر هذه الأمة كما يعتقد الشيعة الرافضة.

وهم وسط في علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فلم يغلوا فيه غلو الشيعة الرافضة فلم يرفعوه إلى مقام النبوة أو الألوهية كما فعل كثير من الشيعة.

ولم يكفروه، أو يفسقوه ويردوا شهادته كما يرى الخوارج وأئمة المعتزلة، كما تقدم.

وهم وسط: لأنهم لا يعتقدون العصمة لأحد من الصحابة؛ بل يعتقدون أنهم بشر يقع منهم من الذنوب ما يقع من غيرهم، ومع ذلك لا يشنعون عليهم بذنب؛ بل يلتمسون لهم المخارج ويحملونهم على أجمل المحامل.

وأهل البدعة: يعتقد بعضهم العصمة لعلي رضي الله عنه وللأئمة من أهل بيته وأنه لا يقع منهم ذنب عمدًا ولا خطأ ولا سهوًا.

ويعتقدون في بعض الصحابة وقوع الكفر والنفاق والردة منهم وارتكاب المظالم والكبائر وينسبونهم إلى الزندقة.

هذه بعض مظاهر وسطية أهل السنة في هذا الباب؛ على أن قولهم واعتقادهم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج عن دائرة القصد والاعتدال بأي حال.

<<  <   >  >>