للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم

وكذا قول البريلويك "إن علم اللوح وعلم القلم، وعلم ما كان وما يكون جزءًا واحدًا١ من علوم النبي صلى الله عليه وسلم٢.

وقوله أيضًا: "إن علومه -أي: النبي صلى الله عليه وسلم- تتنوع إلى الجزئيات، والكليات وحقائق ودقائق وعوارض ومعارف تتعلق بالذات والصفات وعلم اللوح والقلم؛ إنما يكون سطرًا من سطور علمه ونهرًا من بحور حلمه"٣.

وهذا الذي قاله البريلوي، والبوصيري قبله من الغلو المفرط؛ إذ جعلا علم اللوح والقلم بعض علمه صلى الله عليه وسلم.

وقد بينا أن من قول أهل السنة أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم، وأنه لم يعلم منه إلا ما شاء الله أن يعلمه، وأنه لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل وأوردنا هناك الآيات الدالة على ذلك، ونزيد هنا قوله صلى الله عليه وسلم في ذلك: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله؛ لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" ٤.

وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "من حدثك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه؛ فقد كذب، وهو يقول: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} ، ومن حدثك أنه يعلم الغيب؛ فقد كذب، وهو يقول: "لا يعلم الغيب إلا الله" ٥.


١ كذا. وهو خطأ نحوي والصواب الرفع.
٢ خالص الاعتقاد، للبريلوي ص٣٨، اقتبسه إحسان إلهي. المرجع السابق ٨٧.
٣ خالص الاعتقاد للبريلوي ص٣٨. اقتبسه إحسان إلهي، البريلوية ص٨٧.
٤ خ: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدً} ١٣/ ٣٦١، ح ٧٣٧٩.
٥ المرجع السابق، والجزء والصفحة، ح ٧٣٨٠.

<<  <   >  >>