أنا وعبد الرحمن، وسفيان الرأس، وعلي ابن المديني وغيرهم، إذ جاء عبد الرحمن بن مهدي منتقع اللون، أشعث، فسلم، فقال له يحيى: ما حالك يا أبا سعيد؟ قال: خير. قال: على حال، قال: رأيت البارحة في المنام كأن قوما من أصحابنا قد نكسوا. قال علي ابن المديني: يا أبا سعيد هو خير، قال الله تعالى:(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ)، قال عبد الرحمن: اسكت، فوالله إنك لفي القوم.
وأخبرنا عبد الملك، قال: أخبرنا ابن نيخاب، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ساكن، قال: حدثني الأثرم، قال: سمعت الأصمعي وهو يقول لعلي ابن المديني: والله يا علي لتتركن الإسلام وراء ظهرك.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: حدثنا أبو عبد الله غلام الخليل، عن العباس بن عبد العظيم العنبري، قال: دخلت على علي ابن المديني يوما، فرأيته واجما مغموما، فقلت: ما شأنك؟ قال: رؤيا رأيتها، قال: قلت: وما هي؟ قال: رأيت كأني أخطب على منبر داود النبي ﷺ، قال: فقلت: خيرا، رأيت أنك تخطب على منبر نبي، فقال: لو رأيت كأني أخطب على منبر أيوب كان خيرا لي؛ لأن أيوب بلي في بدنه، وداود فتن في دينه، وأخشى أن أفتن في ديني، فكان منه ما كان.
قلت: يعني أنه أجاب لما امتحن إلى القول بخلق القرآن.
أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني محمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسين بن فهم، قال: