فقال: أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما، فَفِ للقوم بضمانك، وألقها عن كمك لننظر في حوائجهم، فطرح الرقاع بين يديه فتصفحها، ثم دفعها إلى الربيع، ثم التفت إليه فتمثل بقول امرئ القيس [من الكامل]:
لسنا وإن أحسابنا كرمت … يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا … تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ثم قال: قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم، فأمرهم بلقاء الربيع، قال محمد: فخرجت من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.
٤٥٨ - محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر.
وهو أخو إسحاق وموسى وعلي بني جعفر، حدث عن أبيه.
روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ومحمد بن منصور الجواز، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.
وكان محمد بن جعفر قد خرج بمكة في أيام المأمون ودعا إلى نفسه فبايعه أهل الحجاز بالخلافة، وهو أول من بايعوا له من ولد علي بن أبي طالب، وذلك في سنة مائتين، فحج بالناس أبو إسحاق المعتصم وبعث إليه من حاربه وقبض عليه وأورده بغداد في صحبته، والمأمون إذ ذاك بخراسان فوجه به إليه فعفا عنه ولم يمكث إلا يسيرا حتى توفي عنده.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى بن الحسن العلوي، قال: حدثنا جدي، قال: كان محمد بن جعفر شجاعا عاقلا فاضلا، وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول: ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى