ويحك! ما نالك؟ قال: ورد علي من الفرح ما أنزل بي ما ترى. ثم تحدثنا مليا، فقال لي غسان: قد دخلتني له رقة، قلت: فمه؟ قال: احمله على دابة، فقلت له: إن الأمير قد عزم في أمرك على شيء، أفمن رأيك أن تموت إن أخبرتك؟ قال: لا. قلت: قد عزم على حملك على دابة. قال: أحسن الله جزاءه. ثم تحدثنا مليا، فقال لي: قد دخلتني لهذا الرجل رقة، قلت: فما تصنع به؟ قال: أجري له رزقا سنيا وأضمه إلي. فقلت له: إن الأمير قد عزم في أمرك على شيء، أفمن رأيك أن تموت؟! قال: لا. قلت: إنه قد عزم على أن يجري لك رزقا ويضمك إليه، قال: أحسن الله جزاءه. ثم ركبت ودفعت البدرة إلى الغلام يحملها، فلما سرنا بعض الطريق قال لي: ادفع البدرة إلي أحملها، قلت: الغلام يكفيك. قال: آنس بمكانها على عنقي! ثم غدوت به إلى غسان، فحمله وضمه إليه وخص به، فكان من خير تابع.
قرأت على الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو حسان الزيادي في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكان من كبار أصحاب الواقدي.
أخبرنا علي بن المحسن قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر قال: ومات أبو حسان الزيادي فيما أخبرني محمد بن جرير سنة اثنتين وأربعين ومائتين في رجب وله تسع وثمانون سنة وأشهر، ومات هو والحسن بن علي بن الجعد في وقت واحد، وأبو حسان على الشرقية، والحسن على مدينة المنصور.
٣٨٣١ - الحسن بن عثمان بن محمد بن عثمان، أبو محمد ابن