سمعت الحسن يقول: أقام عندي أبو حفص سنة مع ثمانية أنفس، فكنت في كل يوم أقدم لهم طعاما جديدا، وطيبا جديدا، وذكر أشياء من الثياب وغيره، فلما أراد أن يمر كسوته وكسوت جميع أصحابه، فلما أراد أن يفارقني، قال: لو جئت إلى نيسابوري علمناك الفتوة والسخاء، قال: ثم قال: هذا الذي عملت كان فيه تكلف، إذا جاءك الفقراء، فكن معهم بلا تكلف، حتى إن جعت جاعوا، وإن شبعت شبعوا، حتى يكون مقامهم وخروجهم من عندك شيئا واحدا.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدويي بنيسابور، قال: سمعت عبد الملك بن إبراهيم القشيري يقول: سمعت أحمد بن محمد بن مقسم المقرئ يقول: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: سمعت أبا حفص النيسابوري يقول: ما استحق اسم السخاء من ذكر العطاء، ولا من لامحه في قلبه، وإنما يستحقه من نسيه حتى كأنه لم يعط.
أخبرنا ابن التوزي، قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحسين الصوفي يقول: بلغني أنه لما أراد أبو حفص النيسابوري الخروج من بغداد شيعه من بها من المشايخ والفتيان، فلما أرادوا أن يرجعوا قال له بعضهم: دلنا على الفتوة ما هي؟ فقال: الفتوة تؤخذ استعمالا ومعاملة لا نطقا، فعجبوا من كلامه.
قال أبو عبد الرحمن: توفي أبو حفص سنة سبعين ومائتين، ويقال: سنة سبع وستين، ويقال: أربع وستين.
أخبرني محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ، قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يذكر عن آبائه أن أبا حفص توفي سنة خمس وستين ومائتين.
٦٦٢٥ - عمرو بن أحمد بن طشويه، أبو عثمان التاجر نزل مصر.
حدثنا الصوري، قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي، قال: