بكر الصديق سمعت علي بن أبي طالب يقول: المتفرسون في الناس أربعة: امرأتان ورجلان؛ فأما الامرأة الأولة فصفراء بنت شعيب لما تفرست في موسى، قال الله في قصتها: ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ﴾ والرجل الأول الملك العزيز على عهد يوسف والقوم فيه من الزاهدين، قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ وأما الامرأة الثانية فخديجة ابنة خويلد لما تفرست في النبي ﷺ وقالت لعمها: قد تنسمت روحي روح محمد بن عبد الله؛ إنه نبي لهذه الأمة فزوجني منه. وأما الرجل الآخر فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة، قال لي: إني قد تفرست في أن أجعل الأمر من بعدي في عمر بن الخطاب؛ فقلت له: إن تجعلها في غيره لن نرضى به؛ فقال: سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله ﷺ؛ فقلت: وما هو؟ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب؛ فقال علي له: أفلا أسرك في نفسك وفي عمر بما سمعته من رسول الله ﷺ؟ فقال: ما هو؟ فقلت: قال لي: يا علي لا تكتب جوازا لمن يسب أبا بكر وعمر؛ فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين.
قال أنس: فلما أفضت الخلافة إلى عمر، قال لي علي: يا أنس إني طالعت مجاري العلم من الله تعالى في الكون؛ فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفا من أن يكون مني اعتراض على الله، وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول: أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا علي خاتم الأولياء. هذا الحديث موضوع، من عمل القصاص؛ وضعه عمر بن واصل أو وضع عليه، والله أعلم.
٥٤٦٥ - عبيد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله أبو