قائد ليدخله المسجد، فلما بلغ إلى المسجد قال له قائده: يا أستاذ اخلع نعلك، قال: لم يا بني أخلعها؟ قال: لأن فيها أذى، فاغتم أبو حمدون وكان من عباد الله الصالحين، فرفع يديه ودعا بدعوات ومسح بها وجهه فرد الله بصره ومشى.
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثني أبو أحمد بن زبورا، قال: حدثني أبو عبد الله بن الخطيب قال: كان لأبي حمدون صحيفة فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه، قال: وكان يدعو لهم كل ليلة، فتركهم ليلة فنام، فقيل له في نومه: يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة، قال: فقعد فأسرج وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ.
أخبرنا الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى القرشي. وأخبرنا الجوهري، قال: حدثنا محمد بن العباس قالا: حدثنا أبو الحسين ابن المنادي قال: أبو حمدون الطيب بن إسماعيل الذهلي من الخيار الزهاد، المشهورين بالقرآن، كان يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ الناس فيقرئهم، حتى إذا حفظوا انتقل إلى قوم آخرين بهذا النعت، وكان يلتقط المنبوذ كثيرا.
٤٨٨١ - الطيب بن إسماعيل، أبو الغوث القحطبي.
حَدَّثَ عَن أحمد بن عمران الأخنسي. رَوَى عنه عبد الباقي بن قانع.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا عبد الباقي بن قانع القاضي، قال: حدثنا أبو الغوث طيب بن إسماعيل القحطبي، قال: حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا يونس بن عمرو عن أبي بردة عن أبي موسى: أن رسول الله ﷺ مر بأعرابي فأكرمه فقال له: يا أعرابي تعاهدنا، قال: فأتاه، فقال: يا أعرابي سل حاجتك، قال: ناقة برحلها وأجير يحلبها علي، قالها مرتين أو ثلاثا، قال: يا أعرابي أعجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟ فقال له أصحابه: وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: إن موسى لما أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عن الطريق، فقال لعلماء بني