قلت: وهكذا روى حديث أنس مرفوعا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه، وتابعه ابناه علي وجعفر ابنا محمد عن جدهما أحمد بن إسحاق، فاتفقوا ثلاثتهم على رفعه.
حدثني علي بن المحسن القاضي، عن أحمد بن يوسف الأزرق، عن مشايخ أهله، قال: كان جدنا حسان بن سنان يكنى أبا العلاء، وولد بالأنبار في سنة ستين من الهجرة على النصرانية، وكانت دينه ودين آبائه، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكانت له حين أسلم ابنة بالغ، فأقامت على النصرانية، فلما حضرتها الوفاة وصت بمالها لديرة تنوخ بالأنبار. وكان حسان يتكلم ويقرأ، ويكتب بالعربية، وبالفارسية، وبالسريانية، ولحق الدولتين. فلما قلد أبو العباس السفاح ربيعة الرأي القضاء بالأنبار، وهي إذ ذاك حضرته أتي بكتب مكتوبة بالفارسية فلم يحسن أن يقرأها، فطلب رجلا دينا ثقة يحسن قراءتها، فدل على حسان بن سنان فجاء به، فكان يقرأ له الكتب بالفارسية، فلما اختبره ورضي مذاهبه استكتبه على جميع أمره، وكان حسان قبل ذلك رأى أنس بن مالك خادم النبي ﷺ وروى عنه، ولا يعلم هل رأى غيره من الصحابة أم لا، ومات جدنا حسان وله مائة سنة عشرون سنة.
٤٣١٣ - حسان بن إبراهيم، أبو هشام العنزي الكوفي، قاضي كرمان.
رأى محارب بن دثار. وسمع سعيد بن مسروق الثوري، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر بن حفص، وليث بن أبي سليم، وإبراهيم الصائغ،