المصلى بين يدي، ثم جاءتني بعد أيام فقالت: هات الدينار فقلت: ارفعي المصلى فإن كان ولد فخذي ولده ودعيه، وقد كنت جعلت معه درهما، فرفعت المصلى وأخذت الدرهم فقلت لها: إن تركتيه ولد لك كل جمعة درهما فتركته وعادت الجمعة الثانية وقد كنت أخذته فلم تره، فبكت وصاحت فقلت: ما يبكيك؟ فقالت: الدينار سرقته؟ فقلت لها: مات دينارك في النفاس، فبكت فقلت لها: تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالموت في النفاس!
قيل: إن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومِائَة.
٣٤٥٣ - أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير، مولى بني رقاش، من أهل البصرة.
شاعر مطبوع مقدم في العلم بالشعر والحفظ له، قدم بغداد فاتصل بالبرامكة، وانقطع إليهم وعمل لهم كتاب كليله ودمنة بشعر فحسن موقعه منهم. ويقال: إنه قلب الكتاب في ثلاثة أشهر إلى الشعر، وهو أربعة عشر ألف بيت.
وذكر حمدان ابنه أنه كان يصلي ولوح موضع بين يديه، فإذا صلى أخذ اللوح فملأه من الشعر الذي يصنعه، ثم يعود إلى صلاته. وعمل أيضا قصيدة ذات الحلل ذكر فيها مبتدأ الخلق، وأمر الدنيا وأشياء من المنطق وغير ذلك، وهي قصيدة مشهورة. وله مدائح في هارون الرشيد، وفي الفضل بن يحيى بن خالد وقيل: إنه كان جميل الطريقة، حسن التدين متألها.
قرأت على الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني قال: