فلم يجسر على ذلك، فجسرته وبذلت مالا حتى تم لها ذلك، وقد كانت حاله تأثلت بها، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، وأنه ليس بكفء، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوهها منه، واعترض الأولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم فتم له ذلك ولها، فأقام معها سنين ثم ماتت، فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنه، فهو يتقلب إلى الآن فيها.
قال أبي: وقد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي، حتى أقر في يده وقوف الحرة ووصيتها، لأنها وصت إليه في مالها ووقوفها، وهو إلى الآن لا يعرف إلا بزوج الحرة، وإنما سميت الحرة لأجل تزويج المتقدر بها، وكذا عادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل الحرة.
قال لنا أبو علي بن شاذان: كان محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا، وسمعت منه مجالس من أماليه. وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي، وأبو الحسين بن المظفر، وأبو عمر بن حيويه، وأبو الحسن الدارقطني، وغيرهم من الشيوخ، وتوفي ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة بالقرب من قبر معروف الكرخي، وحضرت مع أبي الصلاة عليه.
٥٢٧ - محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح، صاحب المصلى، يكنى أبا الفرج.
حدث عن الهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن إسحاق المدائني،