أضحت وجوه الحقّ في صفحاتها … تومي إليه بواضح البرهان
من حجّة ضمن الوفاء بنصرها … نصّ الرسول ومحكم القرآن
ودلالة تجلو مطالع سبرها … غرّ القرائح من ذوي الأذهان
حتى ترى متبصرا في دينه … مغلول غرب الشكّ بالإيقان
الله وفّقه اتّباع رسوله … وكتابه الأصلين في التبيان
وأمدّه من عنده بمعونة … حتى أناف بها على الأعيان
وأراه بطلان المذاهب قبله … ممّن قضى بالرأي والحسبان
قلت: لو استوفينا مناقب الشافعي وأخباره لاشتملت على عدة من الأجزاء، لكنا اقتصرنا منها على هذا المقدار ميلا إلى التخفيف وإيثارا للاختصار، ونحن نورد معالم الشافعي ومناقبه على الاستقصاء في كتاب نفرده لها إن شاء الله.
٤٠٥ - محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحنظلي الرازي.
كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات، مشهورا بالعلم، مذكورا بالفضل، وسمع محمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا زيد النحوي، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وهوذة بن خليفة، وعبيد الله بن موسى، وعتاب بن زياد، وأبا مسهر الدمشقي، وأبا الجماهر محمد بن عثمان التنوخي، وسعيد بن أبي مريم المصري، وأبا اليمان الحمصي، في أمثالهم.