ليلة بقيت من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين قبل وفاة المعتضد بأربعة أيام، ثم جددت له البيعة على الناس بالخلافة صبيحة الليلة التي مات فيها المعتضد بالله، وذلك في يوم الثلاثاء لسبع بقين من ربيع الآخر. وشخص المكتفي بالله من الرقة عند وصول الخبر إليه متوجها إلى بغداد، فكان دخوله إليها يوم الاثنين لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثمانين، فكانت خلافته ست سنين وستة أشهر وعشرين يوما. وتوفي في عشية يوم السبت ودفن يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين، ودفن بالقرب من أبيه في الدار المعروفة بابن طاهر، وهو ابن إحدى وثلاثين سنة وأربعة أشهر وعشرين يوما، وكان رجلا ربعة ليس بالطويل، ولا بالقصير، معتدل الجسم، حسن الخلق، جميل الوجه، أسود الشعر، وافر اللحية عريضها، دري اللون لم يشب، كذا رأيته في خلافته، وأمه أم ولد يقال لها: خنجو لم تدرك خلافته، ومولده في رجب سنة أربع وستين ومائتين.
٦٠٧٥ - علي بن أحمد بن الحسين يعرف بالمروذي.
حَدَّثَ عن منصور بن أبي مزاحم. رَوَى عنه أبو القاسم الطبراني.
حدثنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني، قال: أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: حدثنا علي بن أحمد بن الحسين المروذي البغدادي، قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار، عن يزيد بن أبي زياد، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك، قال: كان لرسول الله ﷺ موليان حبشي وقبطي، فاستبا