مائتي دينار، وتعلم أني ممن لا يطلب قضاء، ولا شهادة، ولا بيني وبين أحد خصومة أحتاج فيها إلى الترافع إليك، وإن حدث لي حدث اقتضى الترافع إليك فبالله عليك إلا حكمت علي في ذلك بما يجب على يهودي لو كان في موضعي، وأسألك أن تقبض مني هذه الدنانير تستعين بها على أمرك، فإن قبلتها بسبب المودة التي بيننا فأنت في حل منها في الدنيا والآخرة، وإن كرهت قبولها على ذلك الوجه فهي قرض لي عليك، فقال: أعلم أن الأمر كما ذكرته، ووالله إني لمحتاج إليها، ولكن لا يراني الله وقد قبلت إعانة على هذا الأمر، وأسألك بالله إن أطلعت أحدا على هذا السر ما دمت في الدنيا، قال ابن عبدويه: فوالله ما ذكرت لأحد هذا السر قبل هذا الوقت، قال ابن حبيب: ومات من يومه ذلك.
مات ابن أبي الشوارب في ليلة الخميس الثامن عشر من شوال سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت ولايته قضاء القضاة في رجب من سنة خمس وأربعمائة.
٢٦٧٧ - أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد ابن المهتدي بالله، أبو عبد الله الهاشمي خطيب جامع المنصور.
تقلد الصلاة بالناس والخطابة في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، ولم يزل يتولى ذلك إلى حين وفاته، وحدث عن أحمد بن سلمان النجاد، وكان جميع ما عنده عنه جزءا واحدا.
كتبت عنه، وكان صدوقا دينا، مقبول الشهادة عند الحكام، وبلغني أنه ولد سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
أخبرنا أبو عبد الله ابن المهتدي بالله، قال: أخبرنا أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه، قال: حدثنا أحمد بن الخليل، قال: حدثنا الواقدي، قال: