فاحمل تلك المجلدة، ولا تقل له شيئا، وجئني بها، وكان وقت الهاجرة، فدخلت على أبي عبد الرحمن، وإذا هو في بيت كتبه، والمجلدة موضوعة بحيث ذكر.
فلما قعدت أخذ أبو عبد الرحمن في الحديث، وقال: كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرئي ذلك الإنسان يوما خاليا في بيت، وهو يدور كالمتواجد، فسئل عن حاله، فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي معناها فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور، فقيل له: مثل هذا يكون حالهم، قال القشيري: فلما رأيت ما أمرني أبو علي، ووصف لي على الوجه الذي قال وجرى على لسان أبي عبد الرحمن ما قد كان ذكره به، تحيرت، وقلت: كيف أفعل بينهما؟ ثم أفكرت في نفسي، وقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن الأستاذ أبا علي وصف هذه المجلدة، وقال لي: احملها إلي من غير أن تستأذن الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالفته، فأيش تأمر؟ فأخرج أجزاء مجموعة من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه كتاب الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه، وقل له: إني أطالع تلك المجلدة فأنقل منها أبياتا إلى مصنفاتي. فخرجت.
حدثني أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي النيسابوري، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قالا: توفي أبو عبد الرحمن السلمي في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قال أبو الوليد: يوم الأحد الثالث من شعبان بنيسابور.
٦٦٧ - محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم، أبو الحسين الأزرق القطان، متوثي الأصل.