والمغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي، وهو ثقيف، ابن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور. وقد ذكرنا ما فوق هذا من الأسماء في نسب جابر بن سمرة، فغنينا عن إعادته هاهنا. يكنى المغيرة أبا عبد الله، ويقال: أبا عيسى. وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية.
شهد الحديبية مع رسول الله ﷺ، وذلك أول مشاهده، وأصيبت عينه يوم الطائف، وحضر مع المسلمين قتال الفرس بالعراق، وورد المدائن. وولاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب البصرة نحوا من سنتين، وله بها فتوح. وولي الكوفة وبها كانت وفاته.
وقد ذكر أنه توفي بالمدائن في حديث أخبرنيه أبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب، قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن شعيب بن عبد الغفار في قرية من قرى دمشق يقال لها بج حوران، قال: حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بسر القرشي، قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال: حدثنا علي بن عبد الله التميمي، قال: المغيرة بن شعبة يكنى أبا عبد الله، مات بالمدائن سنة ست وثلاثين، وجاءه نعي عثمان.
وهذا القول قد دخل الوهم فيه على ناقله ولم يتقن حفظه عن قائله، وفي موضعين منه خطأ فاحش أحدهما التاريخ والآخر ذكر المدائن، لأن المغيرة مات سنة خمسين، أجمع العلماء على ذلك، ولم يختلفوا أن وفاته كانت بالكوفة لا بالمدائن. وقد روى أبو نشيط محمد بن هارون وكان أحد الحفاظ، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن علي بن عبد الله التميمي ذكر وفاة