على الله كما ضمن الله على نفسه أن لا يكون لي ضجيعا في حفرتي ولا أنيسا في وحدتي، ولا خليفة على أمتي من بعدي إلا أبوك يا عائشة، بايع على ذلك جبريل وميكائيل، وعقدت خلافته براية بيضاء، وعقد لواؤه تحت العرش، قال الله للملائكة: رضيتم ما رضيت لعبدي، فكفى بأبيك فخرا أن بايع له جبريل وميكائيل وملائكة السماء، وطائفة من الشياطين يسكنون البحر، فمن لم يقبل هذا فليس مني ولست منه. قالت عائشة: فقبلت أنفه وما بين عينيه. فقال: حسبك يا عائشة، فمن لست بأمه فوالله ما أنا بنبيه، فمن أراد أن يتبرأ من الله ومني فليتبرأ منك يا عائشة.
قلت: لا يثبت هذا الحديث، ورجال إسناده كلهم ثقات، ولعله شبه لهذا الشيخ القطان، أو أدخل عليه مع أني قد رأيته من حديث محمد بن بابشاذ البصري، عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، وابن بابشاذ راوي مناكير عن الثقات، وقد كان في أصل ابن المذهب أحاديث صالحة عن هارون القطان عن البغوي، وكلها مستقيمة، وسألت ابن المذهب عنه فقال: كان يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق، ولم يكن ممن يظن به الكذب، ولا تلحقه التهمة؛ لأنه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يحسنه، وكان من أهل القرآن والخير.
٧٣٣٣ - هارون بن أحمد بن إبراهيم بن موسى، أبو القاسم القاضي.
حَدَّثَ عَن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق، وأحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي، وأبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي، حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وقال لي الصيمري: سمعت منه بباب الطاق.