أقدم أبا عبيدة في أيام الرشيد من البصرة إلى بغداد، وأحضر الأثرم، وكان وراقا في ذلك الوقت، وجعله في دار من دوره، وأغلق عليه الباب، ودفع إليه كتب أبي عبيدة وأمره بنسخها، قال: فكنت أنا وجماعة من أصحابنا نصير إلى الأثرم، فيدفع إلينا الكتاب من تحت الباب، ويفرقه علينا أوراقا، ويدفع إلينا ورقا أبيض من عنده، ويسألنا نسخه وتعجيله، ويوافقنا على الوقت الذي نرده عليه فيه، فكنا نفعل ذلك، وكان الأثرم يقرأ على أبي عبيدة ويسمعها، قال: وكان أبو عبيدة من أضن الناس بكتبه، ولو علم بما فعله الأثرم لمنعه منه ولم يسامحه.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد، قال: أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي، قال: أخبرنا الحارث بن محمد، قال: سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها مات أبو الحسن الأثرم علي بن المغيرة في جمادى الأولى.
٦٥٠١ - علي بن مسلم بن سعيد أبو الحسن الطوسي.
سَكَن بَغداد، وحدث بها عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويوسف بن الماجشون، وهشيم، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن العوام، وإسماعيل ابن علية، ومُحَمد بن بكر البرساني، وعبد الله بن نمير، وأبي داود الطيالسي، وحبان بن هلال، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة.
رَوَى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني، ومُحَمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وأبو بكر الأثرم، ومعاذ بن المثنى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن حماد القاضي، وإبراهيم بن موسى التوزي، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وابن عياش القطان، وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء، قال: حدثنا