ما لا يقول تفضلا وتكرما. كان لا يغفل عن إخوانه، ولا يستخص بشيء دونهم، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله، كان إذا ابتدأه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق، نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.
٦٧١١ - عسكر بن الحصين أبو تراب النخشبي الزاهد.
كان كثير السفر إلى مكة، وقدم بغداد غير مرة، واجتمع بها مع أبي عبد الله أحمد بن حنبل، حكى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره.
أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، فجعل أبي يقول: فلان ضعيف فلان ثقة، فقال أبو تراب: يا شيخ لا تغتاب العلماء، فالتفت أبي إليه، فقال له: ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة.
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد، وأحمد بن علي المحتسب، قالا: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي محمد بن الحسين بن موسى النيسابوري، قال: سمعت عبد الله بن علي يقول: سمعت الرقي يقول: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: لقيت ست مِائَة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة، أولهم أبو تراب.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح وعمر بن الحسين بن إبراهيم الخفاف قالا: حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن جعفر الحذاء، قال: سمعت أبا علي الحسين بن خيران الفقيه يقول: مر أبو تراب النخشبي بمزين، فقال له: تحلق رأسي لله ﷿، فقال: