بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي، فانحدر الخالديان وراءه، ودخلا إلى المهلبي، وثلبا سريا عنده، فلم يحظ منه بطائل، وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه، وجعلا هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه، ودخلا إلى الرؤساء والأكابر ببغداد ففعلا به مثل ذلك عندهم، وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما، ويقال: إنه عدم القوت فضلا عن غيره، ودفع إلى الوراقة فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال بعيد سنة ستين وثلاثمائة.
وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع يزعم أنه سمع منه ديوان شعره، وقد رَوَى عنه أحمد بن علي المعروف بالهائم وغيره.
أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنشدنا أحمد بن علي المعروف بالهائم قال: أنشدنا السري بن أحمد الرفاء لنفسه، وكتب بها إلى صديق له كان أهدى إليه قدحا حسنا فسقط من يده فانكسر [من المنسرح]:
يا من لديه العفاف والورع وسيمتاه العلاء والرفع كأسك قد فرقت مفاصله بين الندامى فليس يجتمع كأنما الشمس بينهم سقطت فجسمها في أكفهم قطع لو لم أكن واثقا بمشبهه منك لكاد الفؤاد ينصدع فجد به بدعة فعندي من جودك أشياء كلها بدع
[ذكر من اسمه سلام]
٤٧٢٦ - سلام بن صبيح المدائني.
حَدَّثَ عَن منصور بن زاذان. رَوَى عنه أبو معاوية الضرير.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله