فأعطاه، ثم دابة، ثم جارية تطبخ الصيد فأعطاه ذلك، فقال: من يعولها؟ أقطعني ضيعة أعيش فيها وعيالي، قال: قد أقطعك أمير المؤمنين مائة جريب من العامر، ومائة من الغامر، قال: وما الغامر؟ قال: الخراب الذي لا ينبت، فقال أبو دلامة: قد أقطعت أمير المؤمنين خمس مائَة جريب من الغامر من أرض بني أسد، قال: فهل بقيت لك من حاجة؟ قال: نعم، تأذن أن أقبل يدك، قال: ما إلى ذلك سبيل، قال: والله ما رددتني عن حاجة أهون علي فقدا منها.
أخبرني أبو الفرج الطناجيري، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني غيث، قال: دخل أبو دلامة على المهدي، فقال: يا أمير المؤمنين، ماتت أم دلامة، وبقيت ليس لي أحد يعاطيني. فقال: إنا لله، أعطوه ألف درهم، اشتر بها أمة تعاطيك، قال: ودس أم دلامة إلى الخيزران، فقالت: يا سيدتي مات أبو دلامة وبقيت ضائعة، فأمرت لها الخيزران بألف درهم. ودخل المهدي على الخيزران وهو حزين، فقالت: يا أمير المؤمنين مات أبو دلامة، فقال: إنما ماتت أم دلامة، قالت: لا والله إلا أبو دلامة، فقال المهدي: خدعانا والله.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قال: أنشدني محمد بن زكريا، هو الغلابي [من الوافر]:
ألا أبلغ لديك أبا دلامة فلست من الكرام ولا كرامه إذا لبس العمامة قلت قرد وخنزير إذا طرح العمامه جمعت دمامة وجمعت لؤما كذاك اللؤم تتبعه الدمامه
٤٥٦٠ - زراع بن عروة الحنفي.
شاعر محدث من أهل اليمامة. ذكره أبو عبيد الله محمد بن عمران