وأمه أم ولد يقال لها: فتيان، وقدم المعتمد بغداد يوم السبت ارتفاع النهار لعشر خلون من جمادى الآخرة، ونزل الشماسية، فأقام بها السبت والأحد والاثنين والثلاثاء، ودخل يوم الأربعاء بغداد، فعبرها مارا يريد الزعفرانية لحرب الصفار، وكان يوم الأربعاء لأربع عشرة خلت من جمادى الآخرة، ولأربع عشرة في آذار سنة اثنتين وستين ومائتين، فكانت الحرب بين أمير المؤمنين والصفار بسيب بني كوما يوم الأحد العاشر من رجب والتاسع من نيسان مع الظهر إلى الليل سنة اثنتين وستين ومائتين.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: وأقبل يعقوب بن الليث يعني الصفار، وخرج المعتمد إليه، والتقى الجيشان باضطربد بين سيب بني كوما، ودير العاقول، فهزم يعقوب أقبح هزيمة، وذلك في رجب يوم الشعانين، قال محمد بن أبي عون البلخي [من البسيط]:
لله ما يومنا يوم الشعانين فض الإله به جيش الملاعين وطار بالناكث الصفار منشمر كأنما بعره غسل السراجين أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا علي بن أحمد بن أبي قيس، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: ومات المعتمد على الله ليلة الاثنين لإحدى عشرة بقين من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين فجاءة ببغداد، وحمل إلى سر من رأى، فدفن فيها، فكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وستة أيام. كذا في الأصل، والصواب: وثلاثة أيام، قال: وكان أسمر رقيق اللون، أعين خفيفا، لطيف اللحية جميلا. ولد سنة تسع وعشرين ومائتين في أولها.