الرجل ليعيش مما هو أشد منها، ويموت مما هو أهون منها، قال: ثم ذهب. فقال عبد الله بن وهب السبئي ورفع يده إلى السماء: الله أكبر، الله أكبر، قال: قلت له: ما شأنك؟ قال: لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، قال: فوالله ما مكثنا إلا تلك الليلة حتى جاءنا كتاب الحسن بن علي: من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس، أما بعد، فخذ البيعة ممن قبلك. قال: فقلنا: أين ما قلت؟ قال: ما كنت أراه يموت.
٤٥٥٩ - زند - بالنون - بن الجون، أبو دلامة الشاعر، مولى بني أسد، وقيل: إن اسمه زبد - بالباء المنقوطة بواحدة - والأول أثبت.
وقال الأصمعي: كان أبو دلامة عبدا، وقد رأيته مولدا حبشيا صالح الفصاحة.
قلت: وكان أبو دلامة في صحابة أبي العباس السفاح، وأبي جعفر المنصور، وأبي عبد الله المهدي، ويقال: إنه بقي إلى أول خلافة الرشيد، وقيل: لم يبلغها. وله معهم أخبار كثيرة.
وكان مطبوعا ظريفًا، كثير النوادر في الشعر، وكان صاحب بديهة، يداخل الشعراء ويزاحمهم في جميع فنونهم، وينفرد في وصف الشراب والرياض وغير ذلك، بما لا يجرون معه فيه.
أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي، قال: أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل، قال: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، قال: حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم، قال: أخبرني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل، قال: كان اسم أبي دلامة الزند بن الجون، وكان أعرابيا، وكان عبدا لرجل من أهل