٤٢٨٤ - الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف، أبو عمرو المصري، مولى محمد بن زبان بن عبد العزيز بن مروان.
رأى الليث بن سعد، وسأله. وسمع سفيان بن عيينة الهلالي، وعبد الرحمن بن القاسم العتقي، وعبد الله بن وهب القرشي.
رَوَى عنه كافة المصريين، وكان فقيها على مذهب مالك بن أنس، وكان ثقة في الحديث، ثبتا.
حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة، وسجنه؛ لأنه لم يجب إلى القول بخلق القرآن، فلم يزل ببغداد محبوسا إلى أن ولي جعفر المتوكل فأطلقه، وأطلق جميع من كان في السجن. وحدث الحارث ببغداد، فسمع منه حمدان بن علي الوراق، والقاسم بن المغيرة الجوهري، ويعقوب بن شيبة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وغيرهم. ورجع إلى مصر وكتب إليه المتوكل بعهده على قضاء مصر، فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين ومائتين، إلى أن صرف عنه في سنة خمس وأربعين ومائتين.
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، قال: حدثنا جدي، قال: حدثنا الحارث بن مسكين، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: جاء رجل من الأنصار إلى أبي، فقال: يا أبا أسامة، إني رأيت النبي ﷺ وأبا بكر وعمر وخرجوا من هذا الباب، فإذا النبي ﷺ يقول: انطلقوا بنا إلى زيد بن أسلم نجالسه ونسمع من حديثه، فجاء النبي ﷺ حتى جلس إلى جنبك فأخذ بيدك، قال: فلم يكن بقاء أبي بعد هذا إلا قليلا.