المحرم سنة خمس وتسعين، وقيل: كان مولده في ذي الحجة سنة مائتين، ولم يغير شيبه، وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما، ولم يكن للشافعيين بالعراق أريس منه، ولا أشد ورعا، وكان من التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر.
أخبرني إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجرى عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا، وأخبرني محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره: أنه تقوت في بضعة عشر يوما - أراه قال سبعة عشر - خمس حبات، أو قال: ثلاث حبات، قال: قلت: كيف عملت؟ فقال: لم يكن عندي غيرها، فاشتريت بها لفتا فكنت آكل كل يوم واحدة.
٢٥٨ - محمد بن أحمد بن نصر بن منصور بن خليفة بن إسحاق بن عبد الله، أبو بكر العطار.
حدث عن العباس بن أبي طالب، والسري بن عاصم، ومحمد بن سنان القزاز. روى عنه عبيد الله بن أحمد ابن البواب المقرئ، وأبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي، وغيرهما.
أخبرنا أبو سعد الماليني قراءة، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يعقوب القرشي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن نصر العطار البغدادي، قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز البصري، قال: حدثنا مردويه بن يزيد، عن الحسن بن أبي الحسن أنه أخبرهم، عن أبي العالية البراء، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: من اتخذ قوسا في بيته نفى الله عنه الفقر أربعين